كلما كبّرت للصلاة يشرد
ذهني في أمور الدنيا
عندما نجد انفسنا أمام مجموعة من تفاصيل حياتنا التي تزيدها متطلبات
واحتياجات الأيام تعقيدا، حتما نحتاج عندها إلى وقفة دينيّة تخلّصنا من
أي تعقيدات، وتخرجنا من شباكها بهدوء ورويّة، في صفحة أسئلة تحيّرني نقرأ
الكثير حول عدد من القضايا التي تثير لدينا بعض التساؤلات.
الخشوع في الصلاة
السؤال: كلما كبّرت للصلاة يشرد ذهني في أمور الدنيا من بيت وأولاد وعمل
ومشاريع، وأنا متضايقة جداً من هذا. كيف أستطيع الخشوع في الصلاة؟
من الخير أنك تشعرين بهذه المشكلة ومتضايقة منها، وهنا بيت القصيد وأهم ما
في الموضوع، إن جهاد النفس والقلب والمصابرة والمحاولة وعدم اليأس لتحصيل
الخشوع في الصلاة هو الخطوة الأولى والأهم في ذلك، فقد قال الله تعالى:
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وهذا عهد من الله تعالى لعباده
المؤمنين بأن يهديهم للخيرات بما فيها الخشوع في الصلاة شرط أن يجاهدوا
ويحاولوا ويقوموا بما عليهم للوصول لسعادة الإيمان وراحة القلب وانكسار
الفؤاد أمام رب السماوات والأرض، لأن حياة القلوب هي الراحة والطمأنينة
وهي الفوز والنجاة، وإن النفس اللوّامة التي تملكينها سوف توصلك بإذن الله
للخير، فمن جد وجد ومن سار على الدرب وصل، واعلمي أن الشيطان لا يغزو إلا
القلوب العامرة بالإيمان، فإياك أن تستسلمي، وعليك بالتعلّم والتفقه في
كلمات ومعاني الصلاة حتى تصلي للتدبر والخشوع فلا خشوع دون فهم، لا تنسي
أنك تدخلين الصلاة بكلمة الله أكبر، فهو أكبر من كل الدنيا وما فيها،
كلما شتّ ذهنك أرجعيه، وعليك بدعاء: اللهم اجعل قرة عيني وراحة نفسي في
الصلاة. واعلمي أنه لا أحد يصل للخشوع الكامل أبداً، وفقك الله تعالى .