موضوع جميل ياريت تقروه بجديه
ما معنى كلمة مراهقة؟تعني كلمة مراهقة "التدرج في النضج" "Adolescence " ، وهي مشتقة من الفعل اللاتيني adolescere والمقصود بالنضج هنا معناه الشامل أي الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي. وفي اللغة العربية كلمة "مراهق" تعني "معاناة" فهي إذاً التطور الذي لا يخلو من بعض المعاناة، والمتاعب التي تصاحبه حتى تستقر في مرحلة. ومرحلة المراهقة من السهل تحديد بدايتها؛ إذ تتحدد بالبلوغ الجنسي. وكثير من علماء النفس يقسمونها افتراضياً لثلاث مراحل متتابعة:
مرحلة المراهقة المبكرة: (من سن 12 – 14سنة) وتقابل مرحلة التعليم الإعدادي.
مرحلة المراهقة الوسطى: (من سن 15 – 17سنة) وتقابل مرحلة التعليم الثانوي.
مرحلة المراهقة المتأخرة: (من سن 18 – 21سنة) وتقابل مرحلة التعليم العالي.
أنت إذاً تعبر مرحلة انتقالية من الطفولة إلى الرجولة (أو الأنوثة)، والبعض يتم فيه هذا الانتقال في هدوء وسلاسة... والبعض الآخر يجتازه في حدة ومعاناة. وسواء كنت من هذا البعض أومن ذاك، فأنت لاتحتاج إلا لفهم... أن تفهم نفسك وأن يفهمك الآخرون.
ولعلك تسأل ... ما هي أسباب هذه المعاناة؟
لأنك قد تشعر بنوع من الصراع بين سعيك للرجولة وتحمل المسئولية، والاعتماد على النفس، وبين نزعة الطفولة التي تشدك نحو الخوف والسلبية، والرغبة في التدليل والاعتماد على الآخرين.
- لأنك كذلك قد تشعر بنوع من الصراع بين اختيار القرارت المصيرية التي تريد أن تأخذها لحياتك، وبخاصة مايتعلق بمستقبلك العلمي والعملي والزواج، وبين إحساسك بعدم وضوح الرؤية، وقلة الخبرة وضعف الإمكانات اللازمة لاتخاذ مثل هذه القرارت.
وأنت قد تشعر بنوع من الصراع بين تطلعاتك وطموحاتك المادية العريضة، وبين واقعك وظروفك الاجتماعية المحدودة... بين ضغوط الدراسة والرغبة في النجاح، وبين الحيرة في مدى دور هذه الدراسة في سوق العمل والبطالة.. بين الرغبة في الالتزام المسيحي والأخلاقي بقيم الأمانة الدراسية والمنافسة الشريفة، وبين رفضك النماذج السلبية للغش والوسطة والنجاح السهل المبني على عدم تكافوء الفرص.
كذلك قد تشعر بنوع من الصراع بين رغبتك في ممارسة كثير من المفاهيم الجديدة التي بدأت تتفتح أمام عقلك، مثل الحب والحرية والقيادة، وبين الضوابط التي تفرضها عليك السلطة المتمثلة في الأسرة والمدرسة والمجتمع. فهو صراع أدبي بين جيلك وجيل الكبار، ليس لك دخل فيه، ولكنك شئت أم أبيت جزء منه!!
ثم أن تشعر بنوع من الصراع الداخلي بين جسدك بغرائزه ورغباته، وبين بذرة الإيمان المغروسة فيك، ونزعة الخضوع لله ولوصية الإنجيل... بين عواطفك المتقلبة الحائرة هنا وهناك، وبين خوفك من أن يصطدم قلبك الصغير بتجربة عاطفية مؤلمة!!
صديقي/ صديقتي... هذه المعاناة الداخلية هى الإطار الحقيقي الذي تتفاعل فيه عوامل القوة والضعف فيك، لتشكيل شخصيتك الناجحة السوية... ولن تستطيع أن تعبر هذه الفترة بأمان، ولن يكتمل نضوجك الحقيقي دون أن يشترك عمل النعمة في صياغة هذا النضوج، فيقدم لك شخص المسيح:
تعالَ إلى المسيح:
- فالمسيح هو القدوة والمثال، الذي يتوق إليه ضميرك الساعي إلى الخير.
- والمسيح هو القوة العاملة في أعماقك، القادرة على تقديس أفكارك، وغرائزك، وانفعالاتك، وطموحاتك، وإرشاداتك، كيف تستمتع بشبابك من خلاله.
- والمسيح هو الصديق الوحيد الذي يفهمك أكثر مما تفهم نفسك ويحبك أكثر مما تحب نفسك ويحنو عليك ويسندك في ضعفك، ويكمل نقائصك ويصفح عن سقطاتك، ويرافقك كل الطريق.
- والمسيح هو مصدر الشبع الوحيد الذي يصالح كل هذه الصراعات الداخلية فيك.
- والمسيح هو الرسالة والمعنى، الذي يليق به أن تكرس قلبك وأفكارك من أجله، فيجعل لهذه الحياة معنى، ولوجودك قيمة. ويعطيك القدرة على أن تواجه الفساد الذي في العالم، وأن تنجح دون أن تهتز ثقتك في نفسك، ولا تحتر في قيم الخير والحق والأمانة، هذا هو الإختيار الحقيقي المطروح أمامك... وهذه هى أثمن فترة في حياتك لتختبر حلاوة هذا الاختبار. ومن هنا كانت أهمية هذه المرحلة لأنها تحدد ملامح شخصيتك الناضجة، التي ستصنع مستقبلك...
فى انتظار ارائكم ومشاركتكم
منقوووووووووووووووووول