أسرة تدعى (أسرة هان الملكية)، وقد حكمت الصين لفترة ليست بالقصيرة، وكان السبب في بناء هذا السور هو حماية الصين من هجمات البدو التي كانت تستهدف الاستيلاء على خيرات بلادهم،
ومن هذا تعلم أنه لا علاقة بين ذي القرنين وبين هذا السور، لا سيما أن هذا السور مبني من الأحجار والأخشاب والطين، وسور ذي القرنين مبني من الحديد وغيره من المعادن، وكذلك أخبرنا الله في القرآن أن سور ذي القرنين يمنع يأجوج ومأجوج من الخروج على الناس، فقال تعالى: (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً) [الكهف:97].
وسور الصين ليس كذلك، لأن كل الناس يستطيعون الظهور عليه واختراقه
فقد قال تعالى : ( اقتربت الساعة وانشق القمر) [القمر :1] وقال تعالى : ( فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها ) [محمد:18] أي علاماتها وأماراتها . وأحدها شَرَط بفتح الراء ، وهو العلامة . قال الإمام البغوي رحمه الله : ( وكانت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة) . ولما كان أمرها شديداً ،
وشأنها عظيماً ، كان الاهتمام بشأنها أكثر من غيرها ، ولهذا أكثر النبي صلى الله عليه وسلم من ذكرها ، وتفصيل أشراطها وأماراتها ، وأخبر عما يأتي بين يديها من الفتن ، ونَبّهَ أمته ، وحذرهم ليتأهبوا لذلك . أما وقت مجيئها ، فهو مما انفرد الله تعالى بعلمه وأخفاه عن العباد لأجل مصلحتهم، ليكونوا على استعداد دائماً .
قال العلماء رحمهم الله تعالى : علامات القيامة تنقسم إلى ثلاثة أقسام ، قسم ظهر وانقضى، وهو الأمارات البعيدة . وقسم ظهر ولم ينقض بل لا يزال في زيادة . والقسم الثالث : هي الأمارات الكبيرة التي تعقبها الساعة . فمن العلامات التي انقضت ، بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( بعثت أنا والساعة كهاتين)
وأشار إلى إصبعيه السبابة والوسطى ) رواه البخاري .
ومن القسم الثاني الذي لم ينقض ما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة كقوله : ( لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدينا لكع بن لكع ) رواه الإمام أحمد،
ومنها: موت العلماء وكثرة القتل وفشو الجهل وكثرة الفتن وكثرة الزلازل ومنها التشبه بالكفار، واستفاضة المال وفشو المنكرات، وفشو الربا والزنا وخروج المتبرجات وغير ذلك واشتغال رعاة الإبل البهم (السود) بالتطاول في البنيان. وأما القسم الثالث : وهي الأمارات العظام ، والأشراط الجسام التي تعقبها الساعة مباشرة فمنها : خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم، وخروج المهدي، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها.
وننصح السائل بمراجعة كتاب (أشراط الساعة) ليوسف بابل، و(إتحاف الجماعة بعلامات الساعة) للشيخ حمود التويجري، ففي كل منهما غنية في هذا الباب.
والله أعلم.
فمعرفة الحقيقة من أمر الغيب أو المستقبل لا تكون إلا عن طريق الوحي الثابت كتاباً أو سنة. ومما ثبت في أمر يأجوج ومأجوج ما في الصحيحين: أن الله يطلب من آدم أن يبعث بعث النار، فيقول: إن فيكم أمتين ما كانتا في شيء إلا كثرتاه: يأجوج ومأجوج.
وفي الصحيحين أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: "ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من درم يأجوج ومأجوج مثل هذا."
وذكر مسلم حديث خروجهم في آخر الزمان، وأن عيسى يدعو عليهم، فيرسل الله عليهم النغف، وهو دود يكون في أنوف الإبل والغنم. ثم يرسل الطير لتأكل جثثهم.
وجاءت أحاديث موقوفة عن أشكالهم وإفسادهم عند الخروج، لا يعتمد على كثير منها. والخلاصة: أنهم من بني آدم، وكانوا موجودين أيام ذي القرنين، ويخرجون على البلاد المجاورة لهم في ناحية المشرق فيعيثون فيها فساداً، وسيخرجون آخر الزمان، وهذا القدر كاف في معرفتهم، وما وراء ذلك لا داعي إليه، ولا يضر الجهل به، والاهتمام بغير ذلك مما يفيد واقع المسلمين الآن أولى
فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن سمرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ولد نوح ثلاثة" سام أبو العرب، وحام أبو السودان، ويافث أبو الترك". قال الإمام النووي: " هم من ولد أدم عليه السلام عند أكثر العلماء".
وقال العلامة السفاريني نقلا عن ابن كثير: إن يأجوج ومأجوج طائفتان من الترك من ذرية آدم عليه السلام، ثم قال: هم من ذرية نوح من سلالة يافث أبي الترك. والله أعلم.