رغم إعلان "تويوتا" الاثنين أنها ستعود للالتزام بالجودة جراء إضطراها لسحب أكثر من 7 ملايين سيارة من الأسواق، يعتقد خبراء أن المستفيد من "كبوة" قطب صناعة السيارات العالمي، هما "فورد" و"هونداي".
ويرى مراقبون أنه رغم قرار الشركة إصلاح عيوب في بدالة البنزين، إلا أنه، ولأول مرة قد تفقد "تويوتا" حصتها في السوق الأمريكية، وبالتالي ستفقد شعارها بأنها الأفضل على مستوى جودة صناعة السيارات.
من جانبه، قال آرت سبنيلا، رئيس قسم الأبحاث بـCNW، إن سمعة "تويوتا" المطلية بالذهب لحقت بها بعض الشوائب بعد قرارات سحب سابقة كانت أقل خطورة وأصغر حجماً، مشيرا إلى أن الأمر قد يستغرق الشركة بعض الوقت لاسترداد الشركة لسمعتها ومكانتها الراهنة.
وأضاف يقول: "بالتأكيد التهاوي أسرع من التعافي المتوقع"، مشيرا إلى أنه نظرا لكون كل من شركتي "فورد" و"هونداي" يتمتعان بوضع جيد، فهذا سيتيح لهما تحقيق مكاسب من وراء تعثر تويوتا.
وبدورها، أيدت ميشيل كريبس، كبيرة المحللين في موقع مبيعات السيارات Edmunds.com، تلك النظرية، بالقول: إن "فورد وهونداي بالفعل حققتا مكاسب على حساب تويوتا.. إذا نظرنا إلى ما قامت به فورد العام الماضي بتقريب الفجوة إلى النصف مع تويوتا.. فلربما ينجحوا في اجتيازها، والتفوق عليها هذا العام."
واكتفت الشركتان - فورد وهونداي - بالتزام الصمت وعدم التعقيب على تقارير تحقيقهما لمكاسب واكتساح سوق السيارات جراء مأزق تويوتا.
كما يرى خبراء أن "هوندا" اليابانية هي الأخرى في وضع قوي يتيح لها التنافس أيضاً لاكتساب شريحة من حصة تويوتا، إلا أن الناطق باسم الشركة، كريس نوتون، فند تلك التوقعات، مؤكداً بأن مبيعات الشركة لم تشهد أي طفرة مفاجئة منذ قرار تويوتا الأخير.
ويعتقد فريق آخر أن "جنرال موتورز" قد تستأثر كذلك بنصيب من "إرث" تويوتا"، التي فقدت أمامها الشركة الأمريكية حصصاً من سوق السيارات الأمريكية منذ عام 1989.
والأحد الماضي، ارتفع عدد السيارات التي تسعى شركة تويوتا اليابانية إلى استدعائها من أجل إجراء تصليحات لعيوب فيها، من مختلف أنحاء العالم، إلى أكثر من سبعة ملايين سيارة، ما يفوق مبيعاتها من السيارات خلال العام الماضي.
فقد أعلنت شركة تويوتا عن مد أوامر استدعاء سيارات من صنعها إلى كل من أوروبا وأمريكا الشمالية والصين، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء اليابانية "كيودو."
وفي الولايات المتحدة وحدها، تم استدعاء ما يزيد على 2.3 مليون سيارة، بهدف إصلاح العيوب في بدالة البنزين، في سيارات من طرز RAV4 وكورولا وماتريكس، صنع عامي 2009 و2010، وآفلون المصنوعة بين عامي 2005 و2010، وبعض سيارات كامري بين عامي 2007 و2010 وهايلاندر 2010 وتندرا 2007-2010 وسيكويا 2008-2010.
أما في أوروبا فاستدعت الشركات نحو 1.8 مليون سيارة.
وبلغ عدد السيارات التي تم استدعاؤها لإصلاح أرضياتها حوالي 5.3 مليون سيارة.
وفي كثير من الحالات التي صدرت أوامر الاستدعاء بحقها، ثمة سيارات يجتمع فيها سببان للاستدعاء، أي إصلاح بدالة البنزين والأرضيات.
وكانت الشركة قد قالت في وقت سابق إنها ستوقف الإنتاج في مصانع إنديانا وتكساس وكنتاكي بالولايات المتحدة، ومصنع أونتاريو في كندا، اعتبارا من الأسبوع الأول من فبراير/ شباط الجاري.
ويذكر أن خبراء قد توقعوا في أغسطس/آب الماضي بأن حقبة تربع "تويوتا" اليابانية على قمة قطاع صناعة السيارات، ربما إلى زوال، جراء تراكم الخسائر واحتدام المنافسة أمام صناعة السيارات الأمريكية.
وكانت "تويوتا" قد أعلنت في أواخر يونيو/ حزيران الماضي تولي أكيو تويودا، 53 عاماً، حفيد كيشيرو تويودا، مؤسس "تويوتا"، قيادة الشركة في منصب رئيس مجلس الإدارة.