سوريا: نملك قوة مواجهة إسرائيل
قالت سوريا إن من يهددها سيلقى الرد، في أول رد فعل على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان التي وجه فيها تهديدات مباشرة لدمشق والرئيس بشار الأسد.
وذكر رئيس الوزراء محمد ناجي عطري مساء أمس أن "من يستفز سوريا حالياً سيلقى إجابة على هذا الاستفزاز ولن يكون مسروراً". وأضاف "نحن نمتلك مصادر القوة ومصادر الرد والمواجهة.. ونملك شعبا مقاتلاً متمسكا بثوابته الوطنية والقومية".
وزراء لم يستبعدوا أن يكون ليبرمان يحاول إحباط اتصالات سرية سورية إسرائيلية (رويترز-أرشيف)
وكان ليبرمان قال في كلمة قرب تل أبيب أمس إن الرسالة الإسرائيلية للأسد واضحة فـ "لن تخسر فقط الحرب المقبلة، أنت وعائلتك، ستخسرون السلطة" معقبا على تصريح للأسد الأربعاء قال فيه إن الشرق الأوسط يُدفع نحو حرب جديدة بسبب إسرائيل التي تسلك حسب وزير خارجيته وليد المعلم سلوك "الزعران البلطجية".
وأجرت إسرائيل قبل أيام مناورات في صحراء النقب تحاكي حربا على سوريا شملت غارات بطائرات أف 16 للوقوف على تنسيق سلاحي الجو والبر.
توضيح ليبرمان
وأعقب تصريحات ليبرلمان تأكيد من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عبر متحدث باسمه بأنه ووزير خارجيته، اللذين اجتمعا لبحث "القضية السورية" أوضحا أن "إسرائيل تسعى للسلام والمفاوضات مع سوريا دون شروط مسبقة".
وطلب مكتب نتنياهو من أمين حكومته إبلاغ الوزراء بتجنب الحديث عن سوريا للإعلام.
ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى أحد كبار مساعدي نتنياهو قوله لصحيفة إسرائيلية إن الأخير يساند تصريحات ليبرمان ضد سوريا لكنه لا يود -هو شخصيا- إطلاق مثل هذه التصريحات بالوقت الراهن.
وتحدثت صحيفة يديعوت أحرونوت عن استياء أميركي من ليبرمان، وقالت إن مسؤولين أميركيين مرروا رسائل عاجلة لنظرائهم الإسرائيليين تطلب التهدئة ووقف التصريحات ضد سوريا، وهي رسائل تبعها مباشرة توضيح مكتب نتنياهو.
باراك حذر من حرب إقليمية إن لم تطلق المفاوضات مع سوريا (رويترز)
ونقلت معاريف عن وزراء إسرائيليين قولهم إنهم لا يستبعدون أن يكون ليبرمان يحاول إحباط اتصالات سرية سورية إسرائيلية لاستئناف محادثات سلام غير مباشرة لا يرغب فيها هو، وأكد أهميتها وزير الدفاع إيهود باراك الذي قال إن عدم إطلاق المفاوضات قد يسبب حربا ستتطور إلى حرب إقليمية.
رسائل أميركية
وتحدثت الصحيفة عن رسائل مررت إلى الأسد هذا الأسبوع عبر رئيس وزراء إيطاليا سيلفيو برلسكوني ووزير خارجية إسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس تفيد بجدية نتنياهو في استئناف المفاوضات لكن دون انسحاب مسبق من الجولان كما تريد سوريا، مقترحا وسطاء جددا هم إيطاليا وإسبانيا.
وأشرف باراك عندما كان رئيس وزراء على محادثات سلام مع سوريا عام 2000 فشلت بسبب خلاف على هضبة الجولان، تبعتها بعد ثماني سنوات مفاوضات غير مباشرة توسطت فيها تركيا عام 2008، وانهارت أيضا بسبب العدوان على قطاع غزة.